باعتبارها العمود الفقري للإنترنت العالمي، تشهد البنية التحتية للكابلات البحرية طفرة في الاستثمار، ولكن ليس في قدراتها على الصيانة والإصلاح. هذا أحد أهم الاستنتاجات من تقرير جديد أصدرته شركتا تيلي جيوجرافي وإنفرا-أناليتكس بعنوان "مستقبل صيانة الكابلات البحرية".
يتوقع التقرير الرائد زيادة صافية قدرها 48% في إجمالي كيلومترات الكابلات المُراد نشرها في محيطات العالم بحلول عام 2040، مدفوعةً بتزايد الطلب على عرض النطاق الترددي والحاجة إلى تكرار الشبكة ومرونتها. ومع ذلك، بحلول العام نفسه، سيصل حوالي ثلثي سفن صيانة الكابلات إلى نهاية عمرها الافتراضي، مع اقتراب حوالي نصف أسطول سفن الكابلات العالمي من هذا الحد.
قال آلان مولدين، مدير الأبحاث في تيلي جيوغرافي: "تُسلّط هذه الدراسة الضوء على الحاجة المُلِحّة والمتزايدة للاستثمار في البنية التحتية الحيوية للاتصالات العالمية - سواءً الكابلات البحرية أو سفن الصيانة - التي تُغذّي الصناعة الرقمية اليوم". وأضاف: "هدفنا من هذا التقرير هو تزويد الجهات المعنية بالمعرفة اللازمة لدعم منظومة كابلات أكثر أمانًا ومرونة ومُصمّمة للمستقبل".
وفقًا لإحصاءات اللجنة الدولية لحماية الكابلات (ICPC)، يبلغ متوسط أعطال الكابلات حول العالم 200 عطل سنويًا. ومع ازدياد عدد الكابلات البحرية العاملة، يُتوقع أن تزداد أعطال الكابلات، أو ما يُعرف بـ"الأعطال"، مما يثير مخاوف بشأن مدى توفر سفن الصيانة الكافية للحفاظ على جودة خدمة الإنترنت العالمية.
يتطلب مواجهة تحديات التوسع السريع في منظومة الكابلات البحرية وأسطول سفن الكابلات المتقادم استثمارًا يقارب 3 مليارات دولار أمريكي للحفاظ على مستويات الخدمة الحالية وتجنب تأخير الإصلاحات. وسيتطلب ذلك شراء 15 سفينة بديلة وخمس سفن إضافية لخدمة البنية التحتية العالمية للإنترنت تحت سطح البحر.