الأخاديد الكبرى

ويندي لورسن28 رمضان 1446
حقوق النشر: كلايف ماكماهون، IMOS وSIMS
حقوق النشر: كلايف ماكماهون، IMOS وSIMS

هناك وديان تحت البحر أكبر بكثير من جراند كانيون.

يبلغ عمق جراند كانيون 6093 قدمًا (1857 مترًا)، لكن عمق زيمشوج كانيون، الواقع في وسط بحر بيرينغ، يبلغ 8530 قدمًا (2600 متر).

يبلغ طول جراند كانيون 446 كيلومترًا (277 ميلًا)، بينما يبلغ طول كرونكي كانيون في غرب المحيط الهادئ 700 كيلومتر (480 ميلًا). وهو أطول وأضخم وادٍ تحت الماء اكتُشف حتى الآن.

يوجد على الأرض حوالي 10 آلاف من الأخاديد البحرية، تغطي حوالي 11% من المنحدر القاري، وهي مصدر مهم للتنوع البيولوجي في المحيطات، فهي تنقل الرواسب والتلوث ويمكنها إنشاء خزانات الهيدروكربون.

وعلى الرغم من حجمها وأهميتها، فإنها لا تزال تشكل حدودًا للبحث العلمي - فقد تم اكتشاف وادٍ جديد يبلغ طوله 6890 قدمًا (2100 متر) العام الماضي قبالة القارة القطبية الجنوبية بواسطة خبراء الصوت على متن كاسحة الجليد RSV Nuyina.

في وقت سابق من هذا العام، طوّر علماء معهد MBARI تقنيةً استقصائيةً جديدةً تُدعى Geo-Sense ، وهي أداةٌ محمولةٌ جديدةٌ تستخدم تقنية الاستشعار الصوتي الموزع (DAS) لرصد العمليات الجيولوجية في الأودية على المدى الطويل وبدقةٍ عالية. تتضمن تقنية DAS إرسال نبضاتٍ ضوئيةٍ فائقة القصر من الليزر عبر كابل أليافٍ بصرية، وتحليل ملايين الانعكاسات الدقيقة (التشتت الخلفي) لتحويل الكابل إلى مستشعر حركة. تستطيع هذه التقنية تتبع عمليات قاع البحر لمسافاتٍ طويلةٍ وبدقةٍ عالية.

في العدد الأخير من مجلة "مراسل التكنولوجيا البحرية" ، تتحدث سيليا كونوي مع الدكتورة ميج بيكر من جامعة دورهام عن تطور تكنولوجي آخر لفهم تيارات العكارة في الأودية. ترصد هذه الأجهزة الزلازل حركة الأرض وتسجلها، وقد استُخدمت لتسجيل أطول تدفقات رواسب جارفة تم قياسها على الإطلاق، حيث قطعت أكثر من ألف كيلومتر على طول وادي الكونغو.

مع ذلك، تلعب التكنولوجيا الأكثر رسوخًا دورًا في فهم جيولوجيا الأخاديد. في عام ٢٠٢٣، كُشفت أعماق محيطية ومناظر بحرية جديدة على طول الجرف القاري الشرقي لأنتاركتيكا بفضل الفقمات التي تغوص في الأعماق. زوّدت الفقمات بأجهزة صغيرة متصلة بالأقمار الصناعية لقياس درجة الحرارة والملوحة والعمق، وغاص بعضها على عمق ألف متر فوق عمق الماء المتوقع. كشفت البيانات الجديدة التي جمعتها الفقمات عن معالم تحت الماء لم تكن معروفة من قبل، بما في ذلك وادي ميرونغا-نوينا، وهو أيضًا أعمق من جراند كانيون.