الكريل الراقص

ويندي لورسن8 شعبان 1446

طارد، افحص، احتضن، انحن، ادفع. ربما تكون هذه معلومات كثيرة جدًا، لكن هذه هي طريقة رفيق الكريل.

تم تسجيل هذا السلوك بواسطة كاميرا أعماق البحار على عمق 500 متر تحت سطح المحيط الجنوبي في عام 2011 من قبل باحثين من قسم القطب الجنوبي الأسترالي - والذين قاموا بعد ذلك بعمل رسم متحرك لهذه "الرقصة" الخاصة.

يمكن أن يتحول الكريل من البالغين إلى صغار، ويمكنه البقاء على قيد الحياة لأكثر من 200 يوم من الجوع، مما يقلل من حجمه باستخدام بروتينات أجسامه بدلاً من التخلص من هيكله الخارجي.

تشتهر هذه الكائنات البحرية بكونها مصدر غذاء مهم للحيتان والفقمات والطيور البطريق، كما أنها تساعد في عزل الكربون في أعماق المياه المحيطية حيث تغوص هياكلها الخارجية وبرازها إلى قاع البحر.

وتتعرض هذه السلاحف للخطر بسبب الإفراط في الصيد، وتغير المناخ، وتحمض المحيطات، وقد أعلن باحثون من جامعة ستراثكلايد، والصندوق العالمي للطبيعة، وهيئة المسح البريطانية للقطب الجنوبي هذا الأسبوع عن مشروع جديد لمراقبة أعدادها من الفضاء.

وقد تم تسهيل القدرة على القيام بذلك مؤخرًا من خلال تحديد الإشارة المرتبطة بالصبغة التي تحول الكريل إلى اللون الأحمر.

وتشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 500 مليون طن من الكريل تسبح (وتتزاوج) في المحيط الجنوبي. وهذا يعادل تقريباً الكتلة الحيوية لجميع الماشية أو البشر على وجه الأرض.

ولذلك فإن قدرتها على امتصاص الكربون كبيرة، ولكنها ليست كبيرة كما كان يعتقد في السابق بعد أن أشارت دراسة صدرت الشهر الماضي إلى أن نسبة أكبر من برازها قد تتحلل قبل الوصول إلى قاع البحر.

استخدم الباحثون من قسم القارة القطبية الجنوبية الأسترالية مركبة هبوط على قاع البحر لمراقبة أنماط الهجرة اليومية للكريل باستخدام كاميرا فيديو وجهاز قياس صدى الصوت الموجه إلى الأعلى. ووجدوا أن الهجرة الرأسية للكريل تكون أكثر وضوحًا في الشتاء عندما يكون هناك كمية أقل من الكربون للتصدير. ووجدوا أيضًا أن ما لا يزيد عن 25٪ من تعداد الكريل هاجر على مدار العام، وأن الأعداد تختلف موسميًا.

ويقول الباحثون إن هذا يعني أن كفاءة تصدير الكربون قد تكون مبالغ فيها بنحو 200%. ورغم ذلك، يعترف الباحثون بأن عوامل أخرى مثل تساقط الريش ومعدل الوفيات تعني أن هناك حاجة إلى المزيد من الملاحظات والدراسات البيئية والكيميائية الحيوية على مدار العام لفهم الموقف بشكل أفضل.

في هذا الأسبوع، نشرت Marine Technology News تقريرًا عن تطور مصمم للمساعدة في الأبحاث العلمية تحت سطح البحر على المدى الطويل. أعلنت شركة SubC Imaging عن نظام الكاميرات المستقل المتطور الذي يتميز أيضًا بوضع السبات الذي يحافظ على طاقة البطارية، مما يتيح شهورًا أو حتى سنوات من التشغيل المستمر.

يمكن لنظام الكاميرا أن يتكامل مع إعدادات مثل إطارات الإسقاط، والمركبات الهبوطية، وأنظمة الفيديو عن بعد تحت الماء، والمركبات ذاتية القيادة تحت الماء، مما يجعلها مناسبة لاكتشاف المزيد من بيئة الطبيعة تحت الماء وربما المزيد من "رقصاتها".