صدر اليوم تقرير جديد يستند إلى دراسة أجرتها مجموعة المحيطات الكندية العملاقة (OSC)، يُقدّر أن كندا، بامتلاكها أكبر ساحل في العالم، مؤهلة لتكون رائدة عالميًا في قطاع إزالة ثاني أكسيد الكربون البحري (mCDR) الناشئ. ومع تكثيف البحث والاستثمار، يُمكن لهذا القطاع أن يُوفر 90 ألف وظيفة دائمة بحلول عام 2050، مما يُسهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي الكندي بمقدار 16 مليار دولار. كما يُشير التقرير إلى أن قطاع إزالة ثاني أكسيد الكربون البحري سريع النمو يُمكن أن يجذب استثمارات محتملة تتجاوز 30 مليار دولار، وأن يدعم الأهداف الاقتصادية، مثل تطوير مهارات القوى العاملة وتعزيز الصادرات.
يشير مصطلح "mCDR" إلى مجموعة من المناهج العلمية التي تهدف إلى تعزيز القدرة الطبيعية للمحيطات على امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي. وقد صنفه علماء وحكومات بارزون كمسار مناخي ذي إمكانات عالية، ومن شأنه أيضًا أن يُخفف من الأثر السلبي لتحمض المحيطات ويُحسّن مرونة السواحل في مواجهة تغير المناخ. ويُشدد التقرير على المزايا والحوافز البيئية والاقتصادية التي ستُقدمها كندا لدعم نهج "mCDR" كجزء من استراتيجية الحكومة المقبلة للتنافسية المناخية.
تتمتع كندا بموقع فريد يؤهلها للسعي نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة (mCDR) بفضل امتلاكها إمكانية الوصول إلى المحيطات الأطلسية والهادئة والقطبية الشمالية، حيث تحتضن مقاطعتا كولومبيا البريطانية ونوفا سكوشا الساحليتان بالفعل شركاتٍ في هذا المجال. يقدم التقرير تقييمًا لما يمكن تحقيقه عند الاستفادة من هذه السمات، بهدف تحديد التطلعات وتسليط الضوء على الفرص والفوائد المشتركة المتاحة.
قالت كندرا ماكدونالد، الرئيسة التنفيذية لتجمع المحيطات الكندي : "إذا طُوّر هذا المشروع بأمان ومسؤولية، فسيؤدي دورًا رائدًا في مواجهة تحديات المناخ الحالية". وأضافت: "لدى كندا فرصة لقيادة عملية الانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون، مما يُقلل من بصمتنا البيئية ويُولّد في الوقت نفسه نشاطًا اقتصاديًا".
في حين أحرزت كندا تقدمًا ملحوظًا في خفض الانبعاثات، يُشير التقرير إلى أن إزالة ثاني أكسيد الكربون بالطرق التقليدية (mCDR) يمكن أن تلعب دورًا محوريًا في نهج محفظة يهدف إلى خفض انبعاثات الكربون بشكل أكبر، وتعزيز النشاط الاقتصادي المستدام، وحماية النظم البيئية البحرية المهمة. ووفقًا للتقرير، فإن إزالة ثاني أكسيد الكربون بالطرق التقليدية (mCDR) قادرة على خفض صافي انبعاثات الكربون في كندا بنحو 15% بحلول عام 2050. وهذا يُمثل حوالي 40% من قدرة إزالة الكربون التي يُقدر أن تحتاجها البلاد لتحقيق الأهداف المناخية الوطنية والعالمية. وبما أن ارتفاع درجة حرارة المياه وزيادة الحموضة يُهددان محيطات كندا والمجتمعات والصناعات التي تعتمد عليها، فقد تتمكن إزالة ثاني أكسيد الكربون بالطرق التقليدية من مواجهة هذه التهديدات بشكل مباشر.
يُسلِّط التقرير الضوء أيضًا على الجهود المبذولة لدعم البحث والتطوير، وتعزيز الوضوح التنظيمي لتقنية إزالة ثاني أكسيد الكربون بالطرق التقليدية (mCDR) في مناطق جغرافية أخرى، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والصين وسنغافورة، وكيف يُمكن لكندا أن تستفيد من هذه النماذج. كما يستقي التقرير الدروس المستفادة من الإجراءات التي اتخذتها كندا مؤخرًا لاحتضان وتوسيع نطاق حلول أخرى للتكنولوجيا النظيفة. تُؤكد هذه الأمثلة على ضرورة الاستثمار الحكومي لتحفيز التطوير الفعال والمسؤول لتقنية إزالة ثاني أكسيد الكربون بالطرق التقليدية (mCDR) كحلٍّ واعدٍ لقضايا المحيطات والمناخ.
تشمل الجهات المشاركة في تمويل التقرير مؤسسة Carbon to Sea، ووكالة الفرص في كندا الأطلسية (ACOA)، وInvest Nova Scotia، ومركز تقنيات المحيطات المستدامة التطبيقية (COAST)، مع دعم إضافي من معهد Ocean Frontier Institute (OFI)، وCOVE.
لقراءة الملخص التنفيذي للتقرير، قم بزيارة موقع مجموعة المحيطات العملاقة الكندية هنا .